الخميس، 5 أكتوبر 2017

العلاج والتداوي يالأعشاب والنباتات من الطب الشعبي




من
عظيم نعم الله على البشرية كلها؛ أن حباها بطبيعة زاخرة؛ تزهو بألوان شتى من النباتات والزروع والثمار، فجعل فيها الجمال والفائدة المرجوة، وأبدع الخالق في خلقها، وقد ذكر ذلك في كتاب الله عز وجل في أكثر من  موضع، ومنذ القدم عرف الإنسان العلاج بالنباتات والأعشاب الطبية.. حيث تعتبر الأساس لعلم العقاقير المعروف اليوم، والأعشاب والنباتات الطبية تلعب دوراً هاماً ورئيسياً في الغذاء والدواء على حد سواء، وقد ظل الإنسان قديما وحديثا يداوم على استعمالها؛ لما لها من خصائص علاجية رائعة وعظيمة، وقصة استخدام الأعشاب في العلاج تعود للعصور الأولى... فقد سجل المصريون القدماء في بردياتهم بعض الأعشاب واستخداماتها في معالجة الأمراض واستخدام نبات الكتان وفقوس الحمار والصفصاف لعلاج الآلام والأورام والخردل للإمساك وسقوط الشعر والترمس للمعدة والحناء والصبار لأمراض الجلد والتحنيط.


وكان للعرب والمسلمين باع طويل في المعالجة بالنباتات والأعشاب باعتمادهم على التجارب والملاحظات والبحوث، ولهم يعود الفضل في تعميق المفاهيم والمعارف حول الخصائص العلاجية للنباتات، وظل البحث قائماً على قدم وساق لسبر علم النباتات الطبية، ومن هؤلاء العلماء الرازي حيث وضع كتابا في الأعشاب اسماه الأبنية مستعرضاً فيه حقائق الأدوية واصفاً ما يقارب (500) نبات طبي هذا وقد حذا حذوه علماء كُثر لا مجال لحصرهم في هذه العُجَالة، ولكننا سنفرد لهم قسم خاص يجمع أغلب العلماء والأطباء وكل من كان له دور في العلوم الطبية الإنسانية.

اعتقد الكثيرون أن الأدوية المصنعة سوف تحل محلَّ النباتات الطبية المستعملة في الطبّ، والطب الشعبي، وكان من المتوقع أن يتراجع المرض أمام هذه الثورة في عالم العقاقير ولكن الذي حدث هو العكس تماماً، فقد عرف الإنسان الحديث أمراضاً لم تكن معروفة أو منتشرة من قبل بل دخل عصر الأمراض المزمنة ويرجع ذلك إلى التقدم الرهيب في عالم الكيمياء العضوية التي أدخلت مواداً كيميائية في جميع مناحي الحياة.

كذلك فإن الأدوية المصنعة ما زال الكثير منها يفتقر إلى معلومات أدنى، وما زال البحث العلمي يحمل لنا الكثير من الآثار الجانبية الضارة لبعض الأدوية المصنعة بينما أبت حكمة الخالق عز وجل إلا أن يجعل لهذه المواد الفاعلة في النباتات بتركيزات منخفضة سهلة يمكن للجسم البشري التفاعل معها برفق في صورتها الطبيعية.


 
وفي هذا القسم الأساسي والمُوّسع من موقع الطب الشعبي كان لزاماً علينا أن نضع بين أيديكم بالمستقبل ما استطعنا جمعه وما نعرف منفعته العلاجية الكبيرة؛ لعل وعسى أن يجعلنا الله سببا في شفاء مريضاً من سقمه. 


(مع تحيات الطب الشعبي)